اورام العين

أورام العين هي نمو غير طبيعي يمكن أن يتطور في هياكل مختلفة من العين، بما في ذلك الجفون، والملتحمة، والأنسجة داخل العين، والحَجَاج (التجويف العيني). قد تكون هذه الأورام حميدة أو خبيثة، حيث تشكل الأورام الخبيثة خطرًا كبيرًا على فقدان البصر وانتشار الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم. يُعد التشخيص المبكر والإدارة المناسبة ضروريين للحفاظ على الرؤية ومنع المضاعفات. توفر هذه المقالة نظرة عامة على أنواع أورام العين، وطرق تشخيصها، واستراتيجيات العلاج الشاملة.

1. أورام الجفن
• الأورام الحميدة: الورم الحليمي، التقرن الدهني، الوحمة.
• الأورام الخبيثة: سرطان الخلايا القاعدية، سرطان الخلايا الحرشفية، سرطان الغدة الدهنية.
2. أورام الملتحمة
• الأورام الحميدة: الوحمة، الورم الجلدي فوق الصلبة.
• الأورام الخبيثة: الورم الميلانيني في الملتحمة، سرطان الخلايا الحرشفية.
3. الأورام داخل العين
• الأورام الحميدة: الورم الوعائي المشيمي، الورم النجموي الشبكي.
• الأورام الخبيثة: الورم الأرومي الشبكي، الورم الميلانيني العنبي.
4. أورام الحَجَاج والعصب البصري
• الأورام الحميدة: الورم الوعائي الكهفي، الورم الغدي المتعدد الأشكال.
• الأورام الخبيثة: الساركومة العضلية المخططة، ورم العصب البصري الدبقي، الأورام المنتشرة (النقيلية).

تشخيص أورام العين
• الفحص السريري: الفحص بالمصباح الشقي، فحص قاع العين.
• تقنيات التصوير: التصوير بالموجات فوق الصوتية، التصوير المقطعي المحوسب (CT)، التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، تصوير الأوعية بالفلوريسئين.
• الخزعة والفحص النسيجي: ضروريان للتشخيص النهائي في الحالات المشبوهة.
• الفحوصات الجينية: مفيدة في الحالات الوراثية مثل الورم الأرومي الشبكي.

أورام الجفن
الأورام الحميدة: يتم علاجها عبر الاستئصال البسيط، العلاج بالتبريد، أو الاستئصال بالليزر إذا كانت الأعراض مزعجة.
الأورام الخبيثة:
o الاستئصال الجراحي بهوامش واسعة لضمان الإزالة الكاملة للورم.
o جراحة موس المجهرية (Mohs micrographic surgery) لعلاج سرطان الخلايا القاعدية والحرشفية، مما يقلل من خطر التكرار مع الحفاظ على الأنسجة السليمة.
o قد تكون هناك حاجة لجراحة ترميمية لاستعادة وظيفة الجفن والمظهر الجمالي بعد إزالة الورم.
o يمكن استخدام العلاج الإشعاعي كعلاج مساعد في الحالات التي لا يتم فيها الاستئصال الكامل أو عند وجود خطر مرتفع لعودة الورم.
o يمكن استخدام العلاج الكيميائي الجهازي أو العلاج المناعي في الحالات العدوانية، خاصة في سرطان الغدة الدهنية الذي قد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

أورام الملتحمة
 الأورام الحميدة: يتم متابعتها بالفحوصات الدورية، ويُجرى الاستئصال الجراحي إذا سببت تهيجًا أو إعاقة للرؤية.
الأورام الخبيثة:
o استئصال جراحي واسع مع العلاج بالتبريد للقضاء على أي خلايا خبيثة متبقية ومنع التكرار.
o العلاج الكيميائي الموضعي (مثل ميتومايسين C، 5-فلورويوراسيل، أو إنترفيرون-ألفا) يُستخدم كعلاج مساعد في حالات السرطان الموضعي أو كعلاج أساسي للأورام غير الغازية.
o العلاج الإشعاعي أو المعالجة الإشعاعية الداخلية (brachytherapy) للأورام الأكثر توغلاً أو المتكررة، للحفاظ على العين مع السيطرة على نمو الورم.
o العلاج الكيميائي الجهازي أو العلاج الموجه في حالات الورم الميلانيني المتقدم في الملتحمة للحد من انتشار الورم.

الأورام داخل العين
 الأورام الحميدة: عادةً تتم مراقبتها دوريًا بالتصوير والفحوصات السريرية، مع التدخل فقط إذا كان النمو يؤثر على الرؤية أو يسبب مضاعفات.
الأورام الخبيثة:
o الورم الأرومي الشبكي (Retinoblastoma):
 العلاج الكيميائي الجهازي (فينكريستين، كاربوبلاتين، إيتوبوسيد) يُستخدم في الحالات الثنائية أو الأورام الكبيرة لتقليل حجم الورم قبل العلاج الموضعي.
 العلاج الكيميائي الشرياني داخل العين (ميلفالان) يُحقن مباشرة في الشريان العيني، مما يقلل من السمية الجهازية ويستهدف الخلايا السرطانية بشكل فعال.
 التخثير الضوئي بالليزر أو العلاج بالتبريد للأورام الصغيرة الموضعية، مما يدمر الخلايا السرطانية مع تأثيرات جانبية قليلة.
 استئصال العين (Enucleation) يُعتبر في الحالات المتقدمة التي لا يمكن فيها الحفاظ على الرؤية.
 العلاج الإشعاعي بالبروتونات قد يُستخدم عند الحاجة إلى الإشعاع، مع تقليل الضرر للأنسجة المحيطة.
o الورم الميلانيني العنبي (Uveal Melanoma):
 العلاج الإشعاعي الموضعي باستخدام صفيحة مشعة (Plaque brachytherapy) هو الخيار الأكثر شيوعًا للحفاظ على العين في الأورام الصغيرة والمتوسطة الحجم.
 العلاج الإشعاعي الخارجي يُستخدم في الأورام الكبيرة أو الحالات التي لا يكون فيها العلاج الإشعاعي الموضعي ممكنًا.
 استئصال العين يتم في الحالات الكبيرة، عندما تفقد الرؤية، أو في حالة انتشار الورم خارج العين.
 العلاج الجهازي الموجه (مثبطات BRAF/MEK) يُستخدم في حالات الميلانوما النقيلية لإبطاء تقدم المرض.
 العلاج المناعي (مثبطات نقاط التفتيش مثل بيمبروليزوماب) يُستخدم في الحالات المتأخرة التي تشمل انتشارًا جهازيًا.

أورام الحَجَاج والعصب البصري
الأورام الحميدة:
o يُوصى بالمراقبة الدورية باستخدام التصوير الطبي للحالات التي تنمو ببطء ولا تسبب أعراضًا.
o يُجرى الاستئصال الجراحي في الحالات التي تسبب أعراضًا أو عند الاشتباه في نمو الورم.
الأورام الخبيثة:
o الساركومة العضلية المخططة (Rhabdomyosarcoma):
 العلاج متعدد الوسائط هو الخط الأول، ويشمل العلاج الكيميائي الجهازي (فينكريستين، داكتينومايسين، سيكلوفوسفاميد) لتقليل حجم الورم قبل الجراحة.
 غالبًا ما يُدمج العلاج الإشعاعي مع العلاج الكيميائي لضمان القضاء الكامل على الورم.
 تُجرى الاستئصالات الجراحية الانتقائية في الحالات التي يمكن فيها إزالة الورم دون الإضرار بالهياكل العينية الحيوية.
o ورم العصب البصري الدبقي (Optic Nerve Glioma):
 المراقبة موصى بها في الأورام الصغيرة غير العرضية، خاصة لدى الأطفال المصابين بالورام الليفي العصبي من النوع الأول (Neurofibromatosis Type 1).
 العلاج الكيميائي (كاربوبلاتين، فينكريستين) هو الخيار الأساسي في الأورام المتقدمة التي تسبب فقدان البصر.
 العلاج الإشعاعي يُستخدم في الأطفال الأكبر سنًا والبالغين إذا لم يتمكن العلاج الكيميائي من السيطرة على تطور الورم.
o الأورام النقيلية (Metastatic Tumors):
 يعتمد العلاج على العلاج الكيميائي الجهازي والعلاج الإشعاعي للسيطرة على الورم الأصلي ومنع انتشاره إلى العين.
 يمكن إجراء جراحة تخفيفية لإزالة جزء من الورم بهدف تقليل الأعراض مثل جحوظ العين والألم.
o الاستئصال الحجَاجي (Orbital Exenteration):
 يُعتبر هذا الإجراء الجراحي الملاذ الأخير لإزالة العين والأنسجة المحيطة بها في الحالات التي تكون فيها الأورام واسعة الانتشار ولا تستجيب للعلاجات الأخرى.

تتطلب أورام العين نهجًا متعدد التخصصات في التشخيص والإدارة. لقد أدت التطورات في العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والتقنيات الجراحية إلى تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة والنتائج البصرية بشكل كبير. يلعب التدخل المبكر واستراتيجيات العلاج المخصصة بناءً على نوع الورم وموقعه دورًا حاسمًا في الحفاظ على الرؤية ومنع انتشار الورم. تعد المتابعة الدورية والمراقبة المستمرة ضرورية لاكتشاف تكرار الورم وإدارة المضاعفات المحتملة. من خلال تطبيق هذه الأساليب العلاجية الشاملة، يمكن لأطباء العيون تحسين كل من التشخيص وجودة الحياة لمرضى أورام العين.