تشخيص وعلاج القرنية المخروطية

القرنية المخروطية هي مرض تقدمي يصيب العين، حيث تصبح القرنية التي تكون دائرية بشكل طبيعي،رقيقة وتبدأ في الانتفاخ لتأخذ شكلًا مخروطيًا. يؤدي هذا التشوه إلى انحراف الضوء أثناء دخوله إلى العين في طريقه إلى الشبكية، مما يسبب تشوشًا في الرؤية.
السبب الدقيق للقرنية المخروطية غير معروف، ولكن يُعتقد أنه ناتج عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية والهرمونية. تشمل الأسباب المرتبطة بالمرض حساسية العين، الفرك المفرط للعين، واضطرابات النسيج الضام مثل متلازمة مارفان ومتلازمة إهلرز دانلوس.

الفيزيولوجيا المرضية للقرنية المخروطية

وتمدد القرنية القرنية المخروطية هي اضطراب تنكسي تدريجي يتميز بترقق القرنية وبروزها بشكل مخروطي. يبدأ هذا المرض عادةً في مرحلة المراهقة ويمكن أن يستمر في التقدم لمدة تتراوح بين 10 إلى 20 عامًا. مع ترقق القرنية وبروزها للخارج، يؤدي ذلك إلى انحراف لا بؤري غير منتظم (Irregular Astigmatism) وقصر النظر (Myopia)، مما يسبب تشوهًا وضبابية في الرؤية.

• ترقق القرنية: تصبح القرنية المركزية أو شبه المركزية أرق تدريجيًا.
• بروز مخروطي الشكل: تأخذ القرنية شكلًا مخروطيًا واضحًا.
• انحراف لا بؤري غير منتظم: يؤدي الشكل غير المنتظم للقرنية إلى تشتيت الضوء وظهور نقاط بؤرية متعددة، مما يسبب رؤية مشوشة ومشوهة.
• التندب: في المراحل المتقدمة، قد يحدث تندب في القرنية، مما يؤدي إلى زيادة تفاقم ضعف الرؤية.

تمدد القرنية هو حالة مشابهة للقرنية المخروطية ولكنها تحدث عادةً نتيجة لجراحة تصحيح النظر الانكسارية مثل الليزك (LASIK) أو الليزر السطحي (PRK). تؤدي هذه العمليات الجراحية إلى إضعاف بنية القرنية، مما يؤدي إلى ترققها وبروزها بشكل مشابه لما يحدث في القرنية المخروطية. يمكن أن يظهر التمدد بعد أشهر أو حتى سنوات من الجراحة الأولية، مما يشكل تحديًا لكل من المرضى والأطباء.

• ظهور ما بعد الجراحة: يحدث عادةً بعد إجراء عمليات تصحيح النظر بالليزر.
• ترقق وتحدب تدريجي: على غرار القرنية المخروطية، تصبح القرنية رقيقة وتبرز نحو الخارج.
• تشوهات بصرية: يعاني المرضى من انخفاض حدة البصر وتدهور جودة الرؤية.

يعد فهم تشريح ووظيفة القرنية بالإضافة إلى الفيزيولوجيا المرضية للقرنية المخروطية وتمدد القرنية أمرًا ضروريًا لفهم المبادئ الأساسية لهذه الحالات والحاجة إلى العلاجات مثل زراعة الحلقات داخل القرنية (Corneal Ring Surgery). تؤدي التغيرات غير المنتظمة في شكل وسمك القرنية إلى اضطراب الرؤية الطبيعية، مما يستدعي تدخلات علاجية تهدف إلى استعادة سلامة القرنية وتحسين النتائج البصرية.

المرحلة المبكرة:
• ترقق خفيف في القرنية: تبدأ القرنية في الترقق تدريجيًا، ولكن التغيرات تكون طفيفة وقد لا تسبب تأثيرًا كبيرًا على الرؤية.
• تغيرات طفيفة في الرؤية: قد يعاني المريض من تشوش خفيف أو تشوه بسيط في الرؤية يمكن تصحيحه بسهولة بواسطة النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة اللينة.
• التشخيص الأولى غالبًا ما يتم تشخيص القرنية المخروطية أثناء فحص العين الروتيني أو بعد ملاحظة مشكلات في الرؤية.

المرحلة المتوسطة:
• زيادة ترقق وبروز القرنية: يصبح ترقق القرنية أكثر وضوحًا، وتبدأ في البروز بشكل أكثر وضوحًا على هيئة شكل مخروطي.
• تشوه بصري أكثر وضوحًا: تصبح الرؤية أكثر تشوشًا وتشوّهًا، ولا يمكن تصحيحها بالكامل بالنظارات، مما يستدعي استخدام العدسات اللاصقة الصلبة (RGP) لتحسين جودة الرؤية.
• زيادة اللابؤرية غير المنتظمة: يصبح الاستجماتيزم (اللابؤرية) الناجم عن عدم انتظام شكل القرنية أكثر حدة، مما يؤثر بشكل كبير على وضوح الرؤية.

المرحلة المتقدمة:
• ترقق شديد في القرنية وزيادة انحدارها: تصبح القرنية شديدة الرقة وتأخذ شكلاً أكثر انحدارًا وبروزًا، مما يؤدي إلى تشوه بصري حاد.
• تندب القرنية: قد يحدث تندب في القرنية، مما يؤدي إلى تفاقم ضعف الرؤية. يحدث هذا التندب عادة بسبب فرك العين المستمر أو نتيجة تقدم المرض نفسه.
• الإستسقاء القرني (Corneal Hydrops): في حالات نادرة، يمكن أن تتطور القرنية المخروطية المتقدمة إلى حالة تعرف باسم الاستسقاء القرني، حيث يتسرب السائل من داخل العين إلى القرنية، مما يسبب تورمًا مفاجئًا ومؤلمًا وانخفاضًا حادًا في الرؤية.

المرحلة المبكرة:
• ترقق خفيف في القرنية: تبدأ القرنية في الترقق تدريجيًا، ولكن التغيرات تكون طفيفة وقد لا تسبب تأثيرًا كبيرًا على الرؤية.
• تغيرات طفيفة في الرؤية: قد يعاني المريض من تشوش خفيف أو تشوه بسيط في الرؤية يمكن تصحيحه بسهولة بواسطة النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة اللينة.
• التشخيص الأولى غالبًا ما يتم تشخيص القرنية المخروطية أثناء فحص العين الروتيني أو بعد ملاحظة مشكلات في الرؤية.

المرحلة المتوسطة:
• زيادة ترقق وبروز القرنية: يصبح ترقق القرنية أكثر وضوحًا، وتبدأ في البروز بشكل أكثر وضوحًا على هيئة شكل مخروطي.
• تشوه بصري أكثر وضوحًا: تصبح الرؤية أكثر تشوشًا وتشوّهًا، ولا يمكن تصحيحها بالكامل بالنظارات، مما يستدعي استخدام العدسات اللاصقة الصلبة (RGP) لتحسين جودة الرؤية.
• زيادة اللابؤرية غير المنتظمة: يصبح الاستجماتيزم (اللابؤرية) الناجم عن عدم انتظام شكل القرنية أكثر حدة، مما يؤثر بشكل كبير على وضوح الرؤية.

المرحلة المتقدمة:
• ترقق شديد في القرنية وزيادة انحدارها: تصبح القرنية شديدة الرقة وتأخذ شكلاً أكثر انحدارًا وبروزًا، مما يؤدي إلى تشوه بصري حاد.
• تندب القرنية: قد يحدث تندب في القرنية، مما يؤدي إلى تفاقم ضعف الرؤية. يحدث هذا التندب عادة بسبب فرك العين المستمر أو نتيجة تقدم المرض نفسه.
• الإستسقاء القرني (Corneal Hydrops): في حالات نادرة، يمكن أن تتطور القرنية المخروطية المتقدمة إلى حالة تعرف باسم الاستسقاء القرني، حيث يتسرب السائل من داخل العين إلى القرنية، مما يسبب تورمًا مفاجئًا ومؤلمًا وانخفاضًا حادًا في الرؤية.

يتم تشخيص القرنية المخروطية عادةً من خلال فحص شامل للعين واستخدام اختبارات متخصصة لتقييم شكل وسلامة القرنية. يُعد الاكتشاف المبكر أمرًا بالغ الأهمية لأنه يسمح بالتدخل في الوقت المناسب، مما قد يساعد في إبطاء تقدم المرض والحفاظ على الرؤية. إذا كان هناك اشتباه في الإصابة بالقرنية المخروطية، فقد يوصي أخصائي العيون بإجراء فحوصات متكررة لمراقبة التغيرات في القرنية .

طرق التشخيص الأساسية:

1- الفحص الشامل للعين:
• اختبار حدة البصر: يقيس مدى وضوح الرؤية على مسافات مختلفة.
• اختبار الانكسار (Refraction): يحدد الدرجة المطلوبة للعدسات التصحيحية للنظارات أو العدسات اللاصقة.

2- الاختبارات المتخصصة:

أولًا: تصوير طبوغرافيا القرنية (Corneal Topography):
• الوصف: يُعد الاختبار الأهم في تشخيص القرنية المخروطية، حيث يُنتج خريطة تفصيلية لانحناءات سطح القرنية.
• الغرض: يكشف عن عدم انتظام شكل القرنية، وهو أحد العلامات المميزة للقرنية المخروطية.

ثانيًا: قياس سماكة القرنية (Pachymetry):
• الوصف: يقيس سُمك القرنية باستخدام الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) أو الطرق البصرية.
• الغرض: يساعد في الكشف عن ترقق القرنية، وهو أحد الخصائص الرئيسية للقرنية المخروطية.

يختلف علاج القرنية المخروطية بناءً على مرحلة المرض وشدة الأعراض. يهدف العلاج إلى تثبيت القرنية، وتحسين الرؤية، ومنع تقدم المرض. فيما يلي خيارات العلاج الرئيسية:

علاج المرحلة المبكرة:

• النظارات والعدسات اللاصقة اللينة:
يمكن تصحيح الرؤية في الحالات الخفيفة باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة اللينة.

• العلاج بتقنية ربط ألياف الكولاجين (Corneal Cross-Linking – CXL):
الهدف: تقوية أنسجة القرنية وإيقاف تطور القرنية المخروطية.
الإجراء: يتم تطبيق قطرات الريبوفلافين (فيتامين B2 )على القرنية، ثم يتم تعريضها لأشعة فوق البنفسجية (UV)، مما يؤدي إلى تعزيز الروابط بين ألياف الكولاجين داخل القرنية، وبالتالي تقويتها.

علاج المرحلة المتوسطة:

• العدسات الصلبة المنفذة للغاز (RGP – Rigid Gas Permeable):
توفر سطحًا أملسًا فوق القرنية غير المنتظمة، مما يحسن الرؤية.
• العدسات الصُّلبة (Scleral) والعدسات الهجينة (Hybrid):
1. العدسات الصُّلبة: عدسات كبيرة الحجم تغطي القرنية بالكامل وترتكز على بياض العين (الصلبة)، مما يوفر سطحًا بصريًا منتظمًا.
2. العدسات الهجينة: تجمع بين عدسة صلبة في المركز مع حلقة خارجية ناعمة لتحسين الراحة وجودة الرؤية.
• حلقات الإنتراليمبال (Intacs – Intracorneal Ring Segments):
الهدف: تسطيح القرنية وتحسين الرؤية.
الإجراء: يتم زرع قطع بلاستيكية صغيرة على شكل هلال داخل القرنية لتعديل شكلها.

علاج المرحلة المتقدمة:

زراعة القرنية (Keratoplasty):
أنواع:
1. رأب القرنية النافذ (Penetrating Keratoplasty – PKP): استبدال كامل سماكة القرنية.
2. رأب القرنية الأمامي العميق (DALK – Deep Anterior Lamellar Keratoplasty): استبدال الطبقات الأمامية فقط من القرنية مع الإبقاء على الطبقة الخلفية (بطانة القرنية).

الهدف: استبدال القرنية التالفة بقرنية سليمة من متبرع، وذلك في الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.

• العدسات داخل العين (Implantable collamer Lenses – ICLs):
الهدف: تحسين الرؤية في الحالات التي لا تفيد فيها النظارات أو العدسات اللاصقة.
الإجراء: يتم زرع عدسة داخل العين دون إزالة العدسة الطبيعية، مما يساعد في تصحيح النظر.